أخذت مؤسسة الأقصى على عاتقها إنقاذ الأقصى من الأيدي «الآثمة» العابثة له، ولتشجيع المسلمين فى الأراضي المحتلة عام 48، إلى شدّ الرحال إليه؛ عكفت المؤسسة على نقل آلاف الفلسطينيين عبر مئات الحافلات المجانية من النقب والجليل والمثلث والمدن الساحلية (عكا، حيفا، يافا، اللد والرملة) إلى المسجد الأقصى يومياً للصلاة فيه، ضمن مشروع «مسيرة البيارق».
ويؤكد القائمون على المسيرة أن الأمر لا يقتصر فقط على توصيل المسافرين للأقصى فقط، بل تتخلله دروس ومحاضرات، تزيد من ارتباط المسلمين بقدسهم وأقصاهم، وتعمل على محاربة التهويد للمسجد الأقصى المبارك وهذا ما يُسمى بـ (إحياء دروس مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك) .
وأكدت المؤسسة أنّ «مسيرة البيارق» ما زالت -وبفضل الله- تُسمِع صوتها وتوصل رسالتها إلى كلّ بيتٍ فلسطيني، فبكرمٍ من الله ما زال الآلاف يتوافدون بشكلٍ يومي إلى المسجد الأقصى المبارك ملبين نداء الأقصى «لا تتركوني وحيداً»... فبعد أنْ بدأت المسيرة المباركة بالعشرات والنزر اليسير كتب الله لها النجاح والتقدم، حيث وجدت الجموع الغفيرة ضالتها المنشودة فأخذت بالتسابق إلى هذا الشرف الكبير في الحفاظ على أقصاها من خلال مداومة الترحال إلى الأقصى الحبيب. وتصل الجموع التي تسافر شهرياً الى ما يقارب الثلاثين ألف مصلٍ(30000).
ولم تقف مشاريع مؤسسة الأقصى عند تسيير حافلات المصلين، ولكن العاملين فيها يذكّرون أنفسهم وعامّة المسلمين بأنّ: «الله تعالى قد أنعم على مسلمي بيت المقدس وأكناف بيت المقدس نعمة بركة الزمان وهو شهر رمضان، ونعمة بركة المكان وهو المسجد الأقصى»، فسعياً لنيل الأجر الكثير كان لا بدّ من جعل المسجد الأقصى المبارك محط أنظار العابدين ومأوى للمرابطين.
وهكذا بدأت فكرة مشروع إفطار الصائم حيث لا بدّ من تحمّل أعباء الآلاف المؤلفة المرابطة في المسجد الأقصى وتوفير وجبات الطعام الملائمة لهم بكمياتٍ توازي أعدادهم. ولهذا يتم تقديم وجبات الإفطار بشكل يومى حيث أنه فى عام 2005 تم تقديم مائة ألف وجبة طوال الشهر المبارك.
ويؤكد القائمون على المسيرة أن الأمر لا يقتصر فقط على توصيل المسافرين للأقصى فقط، بل تتخلله دروس ومحاضرات، تزيد من ارتباط المسلمين بقدسهم وأقصاهم، وتعمل على محاربة التهويد للمسجد الأقصى المبارك وهذا ما يُسمى بـ (إحياء دروس مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك) .
ورغم محاولات اليهود المستمرة لمنع هذا المشروع (مسيرة البيارق), ورغم الصعوبات الشديدة التى يواجهها الفلسطينيون أثناء ترحالهم إلى الأقصى إلا أنهم مستمرون فى هذا لينالوا الشرف الكبير فى الحفاظ على الأقصى المبارك.
وأحب ان أختم حديثى عن مسيرة البيارق بهذا القول الذى ذكره أحد المشاركين فى المسيرة حيث قال "لقد بدأنا نشعر بنفحات المسجد الأقصى تسري في عروقنا عن قرب، وليس من بعيد، شعرنا أننا إلى جانب المسجد الأقصى المبارك بشكل يومي".
وأضاف قائلا: "إن مسيرة البيارق لم تعد مجرد سفر إلى المسجد الأقصى، بل مسيرة ترابط وتآخٍ بين الأهل في الداخل وسكان القدس الشريف، وخاصة السكان الذين يسكنون على جنبات المسجد الأقصى المبارك".
**اللهم لا تحرمنا صلاة فى المسجد الأقصى قبل الممات**